ذلك الشتاء
في أحد الأيام أحضر شكيب صندوق مصنوع من الكرتون فيها أشرطة كاسيت قديمة وأخذ يبحث من بينها على أحد الأشرطة ، وفي نفس الوقت جاءت أمه فدوى وسألته من أين جئت بهذا الصندوق ؟ قال من السقيفة ، قالت ألا تعلم أن هذه الأشرطة لأبوك لو علم بذلك لغضب منك ؟ قال شكيب سأتفاهم معه بذلك ، ثم قال وأخيرا وجدتها ، وبسرعة ذهب إلى المسجل ووضع الشريط ، وهذا الشريط فيها أغاني أجنبية راقصة من إحدى الفرق الأجنبية القديمة وفي إحدى الأغاني فيها أغنية أجنبية رومانسية راقصة ، وبعد أن وضعها أصبح يرقص وأمه تراه يرقص في فرح وفي نفس الوقت … جاء أبوه .
ولكن المفاجئة لم يكن غاضبا بل سعيداً وأصبح يرقص في هذه الأغنية بفرح وأشار لفدوى أن ترقص معه في البداية رفضت ولكنها رقصت ثم جاءا ريم وسامي ورقصا أيضاً ، وفجأة وقفت أمه من الرقص وقال لها جميل هيا أرقصي قالت لا أريد هذا يكفي ، ثم سأل إبنه شكيب من أين جئت به ؟ قال شكيب من السقيفة ؟ قال جميل في هدوء ألا تعلم أنه لي قل لي لماذا أخرجته ؟ قال شكيب إن أحد أصدقائي راهنني بأن هذه الفرقة الغنائية أغانيها الجديدة جميلة أما القديمة فلا فقبلت الرهان وقلت له يوجد في منزلي شريط لهذه الفرقة قديمة وجميلة وهذا هو ؟ قال جميل لقد أحسنت ، ثم قال يا الله من زمن طويل ولم أسمع تلك الأغنية ؟ فقالت له فدوى لا تقل لهم ؟ قال جميل معقول أن لا أقول لأولادي عن قصة حبنا وخطوبتنا ؟ قال شكيب هل تقصد أنكم أحببتم بعضكما بسبب هذه الأغنية ؟ قال جميل لولا هذه الأغنية لما إلتقيت بها ولا أحببتها ولا تزوجتها ولم تكونوا أنتم هنا أو بمعنى آخر لم أكون أنا أبوكم ؟ قالت ريم أخبرنا عن قصتكما ؟ وقال سامي هيا أبي ؟ قال جميل حسنا .
إن قصتنا كانت في ذلك الشتاء كنت معزوم في عيد ميلاد في بيت أعز أصدقائي أنتم تعرفونه إنه فايز كان ذلك منذ عشرين سنة كنت شابا وسيما وكان عندي شعر كثيف لونه أسود وكنت حالق قصة الخنفساء وكانت دارجة في هذه الأيام ، كانوا الشباب والفتيات يرقصون بهذه الأغنية وأنا الوحيد كنت جالسا لوحدي ولكني كنت سعيداً ، وبعد قليل رأيت فتاة شابة جميلة دخلت مع شاب ، الشاب ذهب ليرقص مع إحدى الفتيات أما الفتاة فبقيت جالسة وهذه الفتاة كانت أمكم فدوى ، أصبحت أنظر إليها وهي ترقص وهي جالسة ، ثم قمت وجلست بجانبها ، وسألتها ما أسمك قالت فدوى ، وقالت وأنت ؟ قلت جميل ، ثم سألتها لماذا لم تقومي وترقصي ؟ قالت أنا لا أعرف ، ثم قالت وأنت ؟ قلت حذائي ضيق ، ثم ضحكنا ورقصنا ونحن جالسان ، وأخيراً سألتها من هذا الشاب الذي كان معك ؟ قالت أي شاب ؟ قال الذي جاء معك ؟ قالت نعم هذا أخي ، ثم تابعا رقصهما .
وبعد ذلك اليوم أصبحت كل يوم أنتظرها أمام منزلها وهي تخرج لتذهب إلى المدرسة وكذلك عندما تخرج من المدرسة لدرجة أنني قد ألفتّ أنظار زملائها وزميلاتها وأصبحوا يلقبونني ( مجنون فدوى ) ، ذهب مجنون فدوى وأتى مجنون فدوى هاهاهاها ، وفي ذات يوم لم أعد أراها تذهب إلى المدرسة فأصبحت أتسائل لنفسي لماذا ؟ وظللت أنتظر لساعات أمام المنزل ورأيتها تخرج مع أهلها ولا تنظر إلي فاستغربت ، فانتظرت حتى رجعت مع أهلها إلى البيت وكان بجانبها رجل قبيح المنظر وبعمر أبيها ولم تأبه بي أيضاً ، ثم ثار غضبي وذهبت أهدأ نفسي عند صديقي فايز .
كنت غاضب وحائر وكنت أمشي في أرجاء البيت في حيرة وكأنني أنتظر فايز أن ينطق ويساعدني ، وبالفعل تكلم فايز وقال لي ما بك تذهب يمينا وشمالا ما الذي تفكر به ، قلت فدوى ، قال من فدوى ؟ قلت جارتك ، قال ماذا ؟ أنت تأتي عندي إذا لكي تراها ليس لكي تراني وتقول لي أنت أعز أصدقائي أليس كذلك ؟ قلت أنا بالفعل أعز أصدقائك لذلك أنا هنا لكي تساعدني وتنقذني من ورطتي ، قال وما هي مشكلتك ؟ قلت أنا أحب فدوى ولكنها مخطوبة لرجل آخر وبعمر أبيها ، قال لو أعرف ما هو الحل لساعدتك ،قلت أنا سأهذب فخرجت من بيت فايز ورننت الجرس في بيت فدوى وفتح لي أبو فدوى ، وقال ماذا تريد وكان يرى جميل لأول مرة في حياته ، قلت هل هذا بيت فايز قال لا بل هذا وأشار بالبيت الذي بجانبه ، ثم قال هل ممكن أن أشرب ماء ، قال نعم ثم نادى فدوى وعندما جاءت فوجئت بوجودي مع أبوها ثم طلب منها أبوها كأس من الماء وأتت به وأخذت منها الماء وقلت لها لكن لماذا لم تعطيه لضيفكم قالت أنت أولى وفرحت كثيراً بكلامها وأحسست بأنها تحبني وشربت الماءو، وفجأءة فتح فايز الباب وقال فايز جميل أنت هنا قال والد فدوى إنه كان يسأل عن بيتك وقبل أن ينطق فايز بأي حرف تحرك جميل بسرعة وقلت لفايز هيا لندخل ثم قلت لأبو فدوى عن إذنك ثم دخلنا في بيت فايز وقلت له وأخيراً إكتشفت بأنها تحبني وأخيراً ، قال فايز مبروك ثم شغلت المسجل وأصبحت أرقص بنفس هذه الأغنية التي جمعتني مع فدوى لأول مرة ، وفي نفس الوقت دق جرس الباب وفتحت الباب وكانت الطارق والد فدوى وقال قللوا من الصوت ، قال فايز ماذا ؟ قال قللوا من الصوت ؟ قلت ماذا ؟ قال قلت قللوا من الصوت إن الصوت عالي ، ثم ذهبت وأطفأت المسجل ، وقال وهو يضحك أعرف أنكم شباب وفي بداية حياتكم وتحبون الأغاني ولكن عندنا ضيف ، قلت من هذا الضيف ، قال إنه خطيب فدوى وهو بقرب عمري تحديداً وغني أيضاً ، قلت عفوا ولكن لماذا قبلت به ألأنه غني ؟ قال لا أنا لم أقتنع بزواجه لبنتي حتى الآن رغم أنه صديقي ولكن إبنتي قبلت به وأنا لا أحب أن أرفض لها طلباً حتى تكون سعيدة في زواجها ولكن له عيبان انه ينزعج من الصوت العالي ويخاف أيضاً من الظلام ، ثم قال عن إذنكم ودخل ، أمّا أنا قلت لفايز يجب أن أذهب الآن ، ثم ذهبت لقد كنت حزيناً حينها لأنها قبلت به وفي نفس الوقت كنت حائراً لأنها قالت لي عندما قدمت لي كأس الماء أنت أولى بها وغبت عنها وعن صديقي فايز لمدة شهر وربيت شنبي وشعري كالفدائيين لأن الموضة في ذلك الزمان كانوا يربون شعرهم هذا عندما كان عندي شعر وفي حينها قررت الجهاد في فلسطين إمّا الإسشهاد أو النصر ، وقبل أن أذهب قررت أن أرى فدوى لآخر مرة في حياتي من بعيد ، وقبل أن أدخل العمارة رأيت خطيبها يدخل ثم دخل بعده بثواني وعندما كنت أصعد الدرج خطرت لي فكرة لقد تذكرت كلام أبوها عندما قال لي إنّ نقطة ضعفة سماع الموسيقى العالية والظلام ، وقررت أن أنتظر ولو لساعات طويلة حتى يخرج منها وكانت فرصة العمر ومن المستحيل أن أضيعها من يدي ، وانتظرت لمدة ساعتان كاملتان وأخيراً خرج من البيت ثم فصلت الكهرباء من الدرج ثم صرخ لا أنا أكره الظلام وأصبح يركد باتجاه الدرج دون أن يعرف ما الذي أمامه ثم وقع من الدرج وكسرت عظام وجهه وساقاه وذراعاه وحوضه ، ثم نقلوه إلى المستشفى ، وبعد يومان ذهب جميل لزيارته ودخل الغرفة ، وقال الرجل لجميل من أنت قلت بغضب لا يهم أن تعرف أسمي ، قال الرجل بخوف ماذا تريد قلت أريد أن أعرف لماذا تزوجت فدوى ، قال وما دخلك أنت في حياتي الخاصة ، قلت هذا ليس من شأنك ثم رفع رجل المريض ، قال المريض بألم لا أنزلها ، ثم أنزلتها وقلت له لقد أنزلتها ولكن إن لم تكن تريد أن تقول الحقيقة سوف أرفعها ، قال حسناً سوف أقول لأنني أحبها ، ثم رفعت رجله مرة أخرى وصرخ من الألم وقلت له قلت أريد الحقيقة ، قال حسناً سوف أقول لأن أبوها إقترض مني مالاً وقدره عشرين ألف ليرة وقلت لها إمّا أن تقبلي بي زوجاً أو أدخل أبوك السجن لأنه أطال مدة التسديد فقبلت ، قلت أين الوصل ، قال لن أخبرك ، فرفعت رجله فقال حسناً حسناً إنه تحت مخدتي ، فأخذت الوصل وخرجت ، فأصبح يصرخ حرامي حرامي ، وعندما سمعت صراخه ركدت بسرعة ولحق بي الممرضون والدكاترة ، وأخيراً خرجت من المستشفى بنجاح وسرقت سيارة الإسعاف وهربت بها إلى بيت فدوى ، وعندما وصلت أيقظت مساعد السائق لأنه كان نائماً ولا يعرف ما الذي كان حوله ، ثم خرجت من السيارة ودخلت العمارة ودققت الباب وفتحت لي فدوى ودخلت بسرعة في المنزل وكان لا يوجد أحد داخل البيت سواها ، وقلت لها خبئيني إن الشرطة تلاحقني وفي نفس الوقت دق الباب وقالت له إختبئ داخل البلكونة فدخلت واختبأت وكنّى حينها في فصل الشتاء وكان ذلك الشتاء قارصاً كانت وقتها ليلاً وسمعت صوت الرعد والبرق وأصبحت تمطر بغزارة .
فتحت فدوى الباب ورأت والدها أمامها ، ثم دخلا وقال والدها يقولون الشرطة أن مجرم خطير هرب منهم ودخل هذه البناية ونبهنا من أن يدخل شقتنا وقال لنا من باب الإحتياط أن نغلق الباب بالقفل والنوافذ والبلكونة ، وقالت لوالدها لا تغلق البلكونة فأنا أغلقتها ، قال ولماذا أغلقتيها هل علمت بخبر المجرم من قبل ؟ قالت لا بل عندما سمعت صوت الرعد فأحسست أن المطر سينزل ؟ قال حسناً سوف أغلق النوافذ ؟ وبعد ذلك قالت فدوى بعد أن أمّنا كل شيء سوف نتصرف داخل البيت بشكل طبيعي ثم شغلت المسجل وكانت تسمع نفس الأغنية التي إلتقت بجميل لأول مرة ، وفي نفس الوقت كان جميل في البلكونة يرتجف من شدة البرد القارص في تلك الليلة وكانت تمطر بغزارة ولكن عندما سمع تلك الأغنية نسي كل شيء حوله وفرح ثم رقص ، وفي الداخل ما زال والد فدوى قلق بالنسبة للمجرم بأن يقتحم المنزل في أية لحظة وقال لزوجته وابنته سوف أذهب إلى البلكونة لكي أستكشف في أي طابق هو فمعظم المجرمين يستخدمونها إمّا للدخول أو الهروب .
كان جميل في ذلك الوقت توقف عن الرقص وسمع الحوار الذي قاله ، إعترضت فدوى طريق أبوها وقالت له لا تذهب إلى هناك ، فسألها أبوها لماذا ؟! قالت في تردد ربما اقتحم المجرم البلكونة الآن وأنا خائة أن يهجم عليك ومن ثم يهجم علينا ، وفجأة .... اقتحم جميل البيت خارجاً من البلكونة فارتعبوا جميعاً حتى فدوى وكأنها كذّبت الكذبة ثم صدّ قتها ، قال والد فدوى أهذا أنت ؟! لقد عرفني رغم أنني طولت شعري وربيت شنبي وقلت في صوت عال شبيه بالغضب وأنا أتقدم نحوهم وكان صوت الرعد يملئ البيت كله ، نعم هذا أنا جميل الذي لاحقته الشرطة وظنوه مجرماً وكنت طول الوقت مختبئً في البلكونة ، قال والد فدوى بعد أن رجع إلى الوراء مع زوجته إذاً لماذا اختبأت فيها إذا ظنوك مجرماً ربما تكون بالفعل مجرم ، قال جميل في هدوء وهو يبتسم لا أنا لست بمجرم بل وأريد أن أقول لك أن إبنتك فدوى هي أجمل وأطهر وأنبل فتاة رأيتها في حياتي كلها ومضحية أيضاً ، قال والد فدوى في غضب كيف تجرئ على مغازلة إبنتي أمامي وما علاقتك بها ثم ما دخل إبنتي في هذا الموضوع ، قال جميل في هدوء إنّ إبنتكم هذه قد تحت بحياتها وحبها من أجلكم لقد طلب منها خطيبها قبل أن يخطبها أن تقبل به زوجاً وإلاّ زجّ بك في السجن لأنك لم تسد له ديونه وقدرها 20 ألف ليرة سورية وأراها الوصول حتى تصدق كلامه وتقبل به على الفور وأخفت الحقيقة عنكم حتى تقبلون به ولا تقعون في مشاكل ، قال والد فدوى هل هذا صحيح يا فدوى ، قالت نعم ، قال السافل الحقير ، ثم قال لجميل وكيف عرفت كل ذلك ؟! قلت لقد ذهبت إليه إلى المستشفى لزيارة وحققت معه حتى أخذت منه كل المعلومات وسرقت منه الوصل وأتيت إلى هنا ولحقت بي الشرطة ، ثم سألني والد فدوى أين الوصول فأعطيتها إليه ثم مزقها ، وبعدها سألني ولماذا إهتمامك بكل ذلك مع أنه لا يخصك ، فجاوبت سؤاله بسؤال وقلت بلطف ، عمي هل تقبل بي أن أطلب منكم يد فدوى ؟! تقدم والد فدوى نحوي ووضع يده فوق كتفي وقال في هدوء يشرفني كثيراً أن أناسب رجل شجاع مثلك ، وفجأة .... دق الباب بقوة وقال والد فدوى من هناك ؟ رد عليه أحد الرجال أنا ضابط الشرطة إفتح لنا ، وقبل أن يفتح أشار والد فدوى إليهم أن يخبؤوني فمسكت أم فدوى يدي وقالت لي تعال معي ثم أخذتني إلى الحمام وعندما وصلنا قالت لي إفعل ما سأقوله لك ، ثم فتح والد فدوى الباب ودخل الضابط وكان معه شرطيان ويحملان في يديهما خطيب فدوى الذي هو على ناقل المرضى ثم قال الضابط لوالد فدوى سمعت أن مجرماً دخل البناية وربما إقتحم أحد المنازل وسوف نفتش منزلك فربما سيكون في الداخل قال لا أظن ذلك فلم نلاحظ أي شيء غريب في البيت ، فرد عليه خطيب فدوى بعد أن وضعوه الشرطيان على الأرض داخل البيت أنا أتهمك بأنك أرسلت المجرم إليّ حتى تأخذ الوصولات مني حتى لا تدفع لي المبلغ ، رد عليه والد فدوى أنا لم أرسل أي أحد ولم أعرف الموضوع إلاّ منك الآن وربما المجرم أخذها وهرب منك وبالنسبة للوصول التي فقدتها فأنا مستعد أن أكتب لك وصولاً أخرى وطلب من زوجته أن تأتيه بورقة وقلم وبعد أن أخذ منها كتب الوصول مرة أخرى وبينما هو يكتب قال الضابط لخطيب فدوى أرأيت أنت صديق سيء ولا تستحق أن تكون صديقه أو حتى نسيبه بعد أن علم بسرقة الوصول ها هو يكتب لك الآن وصولاً أخرى أمّا أنت فقد شككت به وهددته ، ثم أكمل والد فدوى وهو يعطي الوصول للضابط لقد قطعت صلتي بك منذ الآن كصديق ونسيب ولم يربط بيننا إلاّ الوصول ، قال الضابط الآن إسمح لنا أن نفتش البيت ، وقال تفضلوا ، وأمر الضابط الشرطيان أن يفتشا البيت وهو معهم لقد ذهب إلى غرفة النوم وفتحها ورأى جميل نائم على السرير وقال له والد فدوى إنّ المجرم كما قلتم شعره طويل وله شنب أمّا هذا النائم الذي أمامك شعره قصير وليس له شنب إنه ولد لقد جاء قبل قليل من السفر وهو متعب ، رد عليه الضابط أتمنى من الله أن يبقي لك إبنك ثم ذهب وأمر الشرطيان أن يحملا خطيب فدوى ويذهبا معه ، وبعد أن خرجوا من البيت فرحوا كثيراً وشغلت فدوى المسجل إلى نفس الأغنية وأصبحت ترقص ورقصى والداها أيضاً وفجأة جئت وأنا أبتسم ورقصت معهم ثم أطفئ أبو فدوى المسجل وقال له في غضب أما زلت هنا لماذا لم تخرج من هنا قلت حسناً ولكن نسيت أن أقول لك شيئاً أنا قطعت تيار الكهرباء من الدرج بعد أن قلت لي أن نقطة ضعفه الخوف من الظلام ، فقال له والد فدوى في غضب تعال ، ثم ترددت وقال لي مرة أخرى تعال فتقدمت وأنا خائف ثم وضع يداه على كتفي وهز كتفي في قوة وقال في جدية لقد أحسنت ، ثم إبتسم وضمني إلى صدره وقالت هذا هو نسيبي ، ثم شغّلت فدوى الأغنية نفسها ورقصنا جميعاً في فرح .
وهكذا يا أبنائي تزوجت أمكم فدوى بعد أن قمت بمغامرة وإن لم أغامر فستكون قد تزوجت أمكم بذلك الرجل وأنتم لم تكونوا أولادي ، قالت ريم الحمد لله أننا أولادكما ونحن فخوران بكما جداً ، وفي اليل وفي موعد النوم كانا فدوى وجميل على السرير وكان جميل متعب ويريد النوم أمّا فدوى فلم يأتها النوم لأنها ما زالت متأثرة بأيام الماضي الجميلة وسألت جميل محاولة إيقاذه جميل إذا رجع الماضي إلى الوراء فهل ستفعل ما فعلته في الماضي وتضحي من أجلي قال جميل في صوت خافت وهو مدير ظهره لها وكأنه يوحي لها بأنه نائم ، أكون مجنون لو فعلت ذلك ، فلم تسمعه جيداً وقالت ماذا قلت ؟! فلم يرد فملت ونامت ثم فتح عينيه قليلا وابتسم .
النهــايــــة
أرأيتم قوة هذا الحب بين جميل وفدوى إنه لشيئ جميل أن يغامر أحد من أجل حبيبته وأيضاً التضحية ولكن ليست التضحية في هذه القصة تأخذ مجال واسع مثل القصة التالية أتدرون من أقصد ، إنها ريم إبنة فدوى لقد طلعت البنت لأمها مثلما يقول المثل ولكن ما نوع هذه التضحية ومن حبيبها وهل قصتها أجمل من قصة أمها أم لا ، لأترك لكم قراءة درس خصوصي جداً واحكموا بأنفسكم لعل هذه التضحية تفيدكم في حياتكم وتعتبروا منها ، إلى اللقاء .